أخر الاخبار

الدكتور مصطفى محمود ...| 30 عام الطريق الى الله |

 

 الدكتور  مصطفى محمود 
" العلم  والإيمان "





مقدمة الكاتب .

عند الحديث عنه لا بد من التكلم بصدق تجاهه فهو إنسان إذا أراد أن يتكلم يتكلم بمنطق وعلم ويجعلك تفهم وتستريح لما يقول .
لا يمكن اختصار حياة رجل أفنى من حياته 30 عام للبحث عن الطريق الى الله قاطعة مسافات وأبحر في كتب الدين والفلسفة والطب وغيرها الكثير وبين تردد ظلَّ عالقة بين الشك واليقين ، خالف الكثير من المبادء التي كانت سائدة في زمانه لقدم للعالم الدين بطريقة العلم الحديث المبسط الذي لا تحتاج لدراسة 20 سنة من أجل الحصول ولو على بعض من هذا الكم الهائل أو دعني أطلق عليه مخزن المعلومات وكان ذلك ظاهراً في برنامجه" العلم والإيمان " الذي أستمر قرابة 400 حلقة تعرض على التلفاز .
 


من هو الدكتور مصطفى محمود 


الدكتور مصطفى محمود الذي تعلق به المصريون والعرب من خلال برنامجه لشهير 《العلم والإيمان》
والذي أبحر بمشاهديه في تأمل صنع الله في هذا الكون وقد منح برنامجه المشاهد العربي فرصة من أجل ربط العلم بالطريق الى الله سبحانه وتعالى

الدكتور مصطفى محمود من مواليد عام 1921 وهو طبيب وكاتب ومفكر وأديب مصري وأسمه الكامل هو مصطفى كمال محمود حسين آل محفوظ ، ينتهي نسبه الى علي زين العابدين وهو من الأشراف .

ولد الدكتور مصطفى محمود وهو توئم لأخيه الذي توفي في نفس عام مولده ، من مواليد قرية 《ميت خاقان》التي تتبع الى محافظة المنوفية   أكمل دراسته الإعدادية والأبتدائية يذكر أن الدكتور محمود عندما كان طالباً انه كان متفوقاً في الدراسة، حتى ضربه مدرس اللغة العربية؛ فغضب وانقطع عن الدراسة مدة ثلاث سنوات إلى أن انتقل هذا المدرس إلى مدرسة أخرى فعاد مصطفى محمود لمتابعة الدراسة. وفي منزل والده أنشأ معملاً صغيرًا يصنع فيه الصابون والمبيدات الحشرية ليقتل بها الحشرات، ثم يقوم بتشريحها، وحين التحق بكلية الطب اشتُهر بـ"المشرحجي"، نظرًا لوقوفه طوال اليوم أمام أجساد الموتى، طارحًا التساؤلات حول سر الحياة والموت وما بعدهما.

 ودرس الطب في مرحلته الجامعية لكنه تفرغ للكتابة والبحث في عام 1960وقد تزوج من سامية التي كانت تصغره بحوالي 15  سنة،  في عام 1961 ورزق بولدين لكن الزواج لم يستمر طويلاً فتم الطلاق في عام 1973 تزوج بعدها في عام 1983 وأنتهى به المطاف بالطلاق بعد أربع سنوات فقط .

بداية البداية عند الدكتور مصطفى محمود .



في فترة الستينيات من القرن الماضي تزايد ظهور التيار المادي وقد ظهر ما يعرف بالوجودية والتي كانت باب من أبو الإلحاد فنضم مصطفى محمود الى هذا التيار لفترة من حياته حيث يقول :《احتاج الأمر ثلاثين سنة من الغرق في الكتب ، وآلاف الليالي من الخلوة والتأمل مع النفس ، وتقليب الفكرعلى كل وجه لأقطع الطرق الشائكة الى الله 》.

ثلاثون عاماً من المعاناة والشك والنفي ثلاثون عاماً من البحث عن الله ، قرأ خلالها البوذية والإبراهيمية والزرادشية وقد مارس تصوف الهندوس القائم على وحدة الوجود حيث الخالق هو المخلوق والرب هو الكون ذاته .

ويذكر الكثير من المفكرين واصدقاء الدكتور محمود مصطفى أنه في فترة شكه لم يلحد فهو لم يستطع أن ينفي وجود الله بشكل مطلق ؛ ولكنه كان عاجز عن إدراكه وعن التعرف على التصور الصحيح لله عز وجل ؛ مما لا شك فيه أن هذه التجربة أذابته بقوة من داخله وصنعت منه مفكراً دينياً خلاقاً .
لم يكن مصطفى محمود هو أول من دخل في هذه التجربة فقد مر بها علماء كبار أخرون أمثال الجاحظ وأبو حامد الغزالي وغيرهم الكثير .

لكن ما يميز الدكتور  مصطفى محمود هو أنه بعد هذه الرحلة الطويلة لمدة 30 عاماً بين الشك واليقين بالله عز وجل  بأفضل نهاية ممكنة وهي إصداره لمجموعة من أروع الكتب التي قدمها وأبرزها :


  • حوار مع صديقي الملحد
  • رحلتي من الشك الى اليقين
  • وغيرها من الكتب شديدة العمق في هذه المنطقة الشائكة بين الشك واليقين والإنكار والتفكر .
  • حيث يصل ما ألفه الدكتور محمود في مجمله الى89 كتاب منها الكتب الدينية والعلمية والفلسفية والإجتماعية والساياسية إضافة الى المسرحيات والقصص والرحلات .ولعل ما يميز هذه الكتب هو اسلوب الكتابة الجذاب مع العمق والبساطة .


كما قدم 400 حلقة من برنامجه الشهير (العلم والإيمان) وقد قال الدكتور مصطفى محمود أنه عندما عرض على التلفاز مشروع برنامج العلم والإيمان وافق راصداً 30 جنيه للحلقة الواحدة كميزانية ؛ وبذلك فشل المشروع قبل أن يبدأ إلا نوراً  ألاح بالأفق وهو رجل أعمال عندما قرر افتتاح البرنامج على نفقته الخاصة .
ليصبح من أشهر البرامج التلفزيونية وأوسعها انتشاراً على الإطلاق ؛ إلا أنه ككل الأشياء الجميلة كا لا بد من وضع نهاية لهذا البرنامج التلفزيوني ؛ حيث أصدر للأسف أحد الأشخاص قراراً برفع البرنامج من خريطة التلفزيون المصري .

المواقف التي عصفت بالدكتور مصطفى محمود .

تعرض لأزمات فكرية كثيرة كان أولها عندما قُدم للمحاكمة بسبب كتابه (الله والإنسان) حيث قام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بتقديم الدكتور مصطفى محمود الى المحكمة باعتبارها قضية كفر ؛ لكن المحكمة أكتفت بمصادرة الكتاب  ؛ وبعد رحيل عبد الناصر واستلام أنور السادات الحكم أبلغ الدكتور مصطفة محمود أنه معجب بكتابه وعاود طباعته مرة أخرى ، ثم قام الرئيس أنور السادات بعرض الوزارة عليه لكنه رفض قائلاً : 《 أنا فشلت في إدارة مؤسسة صغيرة وهي الأسرة فأنا مطلق ...فكيف بي أدير وزارة كاملة 》

والأزمة الثانية وهي الأشد صعوبة كانت أزمة الشفاعة الشهيرة عندما قال : 《إن الشفاعة الحقيقية غير التي يروج لها علماء الحديث والشفاعة بمفهومها المعروف أشبه بنوع من الواسطة والأتكالية على شفاعة النبي وعدم العمل والإجتهاد 》وقتها جائت انتقادات واسعة وهوجم بألسنة حادة وتم أصدار ما يقارب 13 كتاب للرد عليه وكان رداً قاساً للغاية دون أي مبرر وقد تم أتهام الرجل بأنه مجرد طبيب ولا علاقة له بالعلم الديني ؛وقد حاول أن ينتصر لفكره وأن يصمد أمام التيار الذي يحاول أن ينهي وجوده ويريد رأسه ....إلا أن كبر سنه وضعفه حالا دون ذلك وهزماه في نهاية المطاف .
كانت هذه المحنة الشديدة التب أدت به الى إعتزال الكتابة وينقطع عن الناس حتى أصابته جلطة ؛ أدت الى عيشه منعزلاً وحيداً عام 2003

كان قد أنشأ عام 1979 مسجده الخاص في القاهرة والمعرف بأسم (مسجد مصطفى محمود ) وأنشأ ثلاثة مراكز طبية تهتم بعلاج ذوي الدخل المحدود ويقصدها الكثير من أبناء مصر نظراً لسمعتها الطيبة ؛ كما ويضم المركز أربع مراصد فلكية ومتحفاً للجيولوجيا. 


وفاة الدكتور مصطفى محمود .

توفي الدكتور مصطفى محمود رحمه الله تعالى في 31 أكتوبر تشرين الأول من عام 2009  بعد رحلة طويلة مع العلاج أستمرت عدة أشهر ليلقى ربه عن عمر ناهز 88 عاماً .

وقد ترك لنا الدكتور محمود علماً نافعاً في كتاباته العديدة وبرنامجه الرائع الذي نجح في جذب الكثير والكثير من المشاهدين ويدلهم الى عالم العلم والبحث عن طريق الله عز وجل .

من أقواله الخالدة 

"لو كانت الأشياء المادية أهم من المعنوية؛ لما دفن الجسد في الأرض، وصعدت الروح إلى السماء"





تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-