عمر بن الخطاب (رضي الله عنه)
هو عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر وهو قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، العدوي القرشي.
يتجمع نسبه مع نسب النبي محمد ﷺ عند كعب بن لؤي بن غالب .
ولادته ونشأته .
ولد عمر بن الخطاب بعد ولادة النبي محمد ﷺ بثلاثة عشرة عام ، أمه هي حنتمة بنت هاشم بن المغيرة بن عبد الله بن عمر مخزوم ، وأبوه هو الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر وهو قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، العدوي القرشي .
كانت بيت عمر في الجاهلية عند جبل يقال له ( العاقر ) أما الآن فقد أصبح اسمه جبل عمر .
تعود قوة شخصية عمر الى الظروف المحيطة التي كانت حوله وغلظة والده الخطاب عليه عمل في صغره راعياً لأبل والده الخطاب ولخالات له من بني مخزوم . وتعلم المصارعة و ركوب الخيل والفروسية ، والشعر. وكان يحضر أسواق العرب مثل سوق عكاظ وسوق مجنة وسوق ذي المجاز ، فتعلم بها التجارة ، وبدأ بها وأصبح من أغنياء مكة ، علاوة على ذلك فقد كان عمر هو من أسفار قريش( سفير ترسله في حال نزاع وما الى ذلك ) لرجاحة عقله وصبره عند المواقف الصعبة .
معاداته للإسلام .
ما كان عمر إلا واحد من قريش فأن أعلنو الحرب ذهب معهم وأن صالحوا صَالَحَ معهم ، كذلك فعل عندما أعلنت قريش تكذيب النبي محمد ﷺ والمسلمين أتباعه فقد كذبه أيضاً ونكَّل بالمسلمين أيما تنكَّيل وكان عمر غليظ القلب تجاههم فقد كان يعذِّب جارية له علم بإسلامها من أول النهار حتى آخره، ثم يتركها نهاية الأمر ويقول: "والله ما تركتك إلا ملالةً"، ومن شدة قسوته جنّد نفسه يتبع محمدا أينما ذهب، فكلما دعا أحداً إلى الإسلام أخافه عمر وجعله يفر من تلك الدعوة.
إسلام عمر بن الخطاب .
كان عمر بن الخطاب يخفي وراء غلظته وقوته وبأسه قلباً رقيقاً طيباً محب لأهله وعشيرته .
بعد أن تفرق جمع قريش بين من يكذب النبي وبين من يريد قتله قبل أن تقوى شوكة الدين الجديد فقد وصل عدد اللذين أسلموا قرابة 39 شخص ، لم يقوى عمر على مشاهدة قومه والفرقة تحكمهم فخرج ذات يوم بعد أن كان قلبه يملئه الحقد والكره للنبي محمد ﷺ الذي فرق جمع قريش ووحدتهم ، عندما خرج يحمل سيفه بيده يريد أن يقتل النبي محمد وينهي أمر دينه الجديد وبعدها يُسلم نفسه الى بني عبد المطلب ويقتلوه كما قتل النبي محمد ، وكان ذلك بعد ثلاثة أيام من إهانة خاله أبو جهل على يد حمزة بن عبد المطلب أمام باب الكعبة فقد شعر بالإهانة لإهانة خاله أبو جهل (عندما صفعه حمزة وقال قولته المشهورة *ردها علي إن استطعت* )، وهو في طريقه الى بيت النبي رأى صديقه نُعَيم بن عبد الله العدوي القرشي وكان من المسلمين الذين أخفوا إسلامهم، فقال له: «أين تريد يا عمر؟»، فرد عليه قائلا: «أريد محمداﷺ هذا الصابي الذي فرق أمر قريش، وسفه أحلامها، وعاب دينها، وسب آلهتها فأقتله.»، فلمّا عرف أنه يتجه لقتل النبيﷺ قال له: « والله لقد غرتك نفسك يا عمر، أترى بني عبد مناف تاركيك تمشي على الأرض وقد قتلت محمدا ﷺ؟ أفلا ترجع إلى أهل بيتك فتقيم أمرهم؟ فإن ابن عمك سعيد بن زيد بن عمرو، وأختك فاطمة بنت الخطاب قد والله أسلما وتابعا محمدًا على دينه؛ فعليك بهما. » فانطلق مسرعاً غاضباً إليهما، فوجد الصحابي خباب بن الأرت يجلس معهما يعلمهما القرآن فضرب سعيداً ، ثم ضرب فاطة ضربة قوية شقت وجهها ؛ فسقطت منها صحيفة كانت تحملها وحين أراد عمر أن يقرأ مافيها قالت له أخته لا تلمسها فأنك نجس (أي من غير وضوء) فتوضأ عمر وقرأ الصحيفة وإذا فيها سورة *طه*{{ طه مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لِتَشْقَى إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى ○تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَا الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى }}فاهتز عمر وقال: "ما هذا بكلام البشر" وأسلم من ساعته، في ذلك اليوم من شهر ذي الحجة من السنة الخامسة من البعثة وذلك بعد إسلام حمزة بن عبد المطلب بثلاثة أيام، وقد كان يبلغ من العمر ما يقارب الثلاثين سنة، أو بضعاً وعشرين سنة، على اختلاف الروايات .
هجرة عمر بن الخطاب من مكة الى يثرب(المدينة) .
مما لا شك فيه أن إسلام عمر بن الخطاب أثارة ضجة كبيرة في مكة ،(فمكة قبل إسلام عمر ليست مثل مكة بعد إسلام عمر ) ، فهو الوحيد الذي جهر بإسلامه حيث ذهب الى نادي قريش وقال لهم أنه قد اسلم ، وأصبح المسلمون يصلون عند الكعبة بدل من الصلاة في الخفاء خِفةَ أن يلحق الكفار فيهم الأذى وقوي المسلمون بإسلام عمر بن الخطاب ، وبإسلام عمر بن الخطاب أُعز الإسلام وذلك بدعوة النبي محمد ﷺ (اللهم أعز الإسلام بأحب هذين الرجلين إليك عمر بن الخطاب أو عمر بن هشام*أبو جهل * ) فكان عمر بن الخطاب أحب الى الله من عمرو بن هشام .
بعد أن كثر أذى المشركين في مكة للمسلمين أمر النبي محمد ﷺ المسلمين بالهجرة إلى مدينة يثرب في سنة 622م بعد أن قدم مكة وفد من أهلها وعاهدوه على الأمان ودعوه إلى أن يأتيهم ويسكن مدينتهم بعد أن آمن بدعوته أغلب أبنائها. فهاجر معظم المسلمين إلى يثرب سرًا خوفًا من أن يعتدي عليهم أحد من قريش، إلا عمر بن الخطاب وفق أشهر الروايات عند أهل السنة والجماعة، حيث تنص أن عمر لبس سيفه ووضع قوسه على كتفه وحمل أسهمًا وعصاه القوية، وذهب إلى الكعبة حيث طاف سبع مرات، ثم توجه إلى مقام إبراهيم فصلى، ثم قال لحلقات المشركين المجتمعة: «شاهت الوجوه، لا يُرغم الله إلا هذه المعاطس، من أراد أن تثكله أمه وييتم ولده أو يُرمل زوجته فليلقني وراء هذا الوادي». فلم يتبعه أحد منهم إلا قوم مستضعفون أرشدهم وعلمهم ومضى. وصل عمر يثرب التي سُميت المدينة المنورة ومعه ما يقارب العشرين شخصًا من أهله وقومه، منهم أخوه زيد بن الخطاب، وعمرو وعبد الله ولدا سراقة بن المعتمر، وخنيس بن حذافة السهمي القرشي زوج ابنته حفصة، وابن عمه سعيد بن زيد أحد المبشرين بالجنة. ونزلوا عند وصولهم في قباء عند رفاعة بن عبد المنذر الأوسي. وكان قد سبقه مصعب بن عمير وابن أم مكتوم وبلال بن رباح وسعد وعمار بن ياسر .
عمر عند وفاة الرسول محمد ﷺ
توفي النبي محمدﷺ في يوم 7 يونيو سنة 632م، الموافق ليوم 12 ربيع الأول سنة 11 هـ. ولمّا شاع خبر انتقال النبي ﷺ إلى الرفيق الأعلى، اضطرب المسلمون اضطرابًا شديدًا، وذهل بعضهم فلم يصدق الخبر وكان عمر منهم، فقام يقول: "والله ما مات رسول الله "، فقد كان يعتقد بعدم موته تمام الاعتقاد، حتى إنه قال في رواية أخرى: "والله ما كان يقع في نفسي إلا ذاك"، أي لا أعتقد إلا أنه لم يمت فعلاً، ثم قال عمر: "وليبعثنه الله فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم يزعمون أنه مات". وفي رواية ثانية يقول: «إن رجالاً من المنافقين يزعمون أن رسول الله تُوُفِّي، إن رسول الله ما مات، لكن ذهب إلى ربه كما ذهب موسى بن عمران، فغاب عن قومه أربعين ليلة، ثم رجع إليهم بعد أن قيل قد مات». ظل المسلمون على هذه الحالة يتمنون صدق كلام عمر، حتى جاء أبو بكر من السنح على دابته ونزل بباب المسجد ودخل بيت عائشة، وكشف عن جثمان النبي محمدﷺ وجثى عليه يُقبله ويبكي، ثم خرج إلى المسجد حتى أتى المنبر فوجد عمر يقول ما يقول، ويقسم على أن النبي لم يمت، فقال: «أيها الحالف على رِسْلِك»، وفي رواية أخرى قال له: "اجلس يا عمر".فجلس عمر وجلس الناس، فتشهد أبو بكر وحمد الله وأثنى عليه ثم قرأ آية من آيات سورة آل عمران: ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ﴾. وعندما تلا أبو بكر الصديق هذه الآية سمعها عمر والمسلمون كانهم لم يسمعوها من قبل، ثم تابع يقول: «ألا من كان يعبد محمدًا فإن محمدًا قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت». وفي رواية أهل السنّة، فإن عمر لما سمع كلام أبي بكر وأيقن حق اليقين أن الرسول قد مات، هوى على ركبتيه يبكي، وفي هذه النقطة قال عمر: «والله ما هو إلا أن سمعت أبا بكر تلاها، فعُقِرْت حتى ما تقلني رجلاي، وحتى أهويت إلى الأرض حين سمعته تلاها، علمت أن النبي قد مات» .
مبايعة أبو بكر الصديق{رضي الله عنه} .
اجتمع الأنصار في المدينة وبالتحديد في سقيفة بني ساعدة عندما سمعوا بوفاة النبي ﷺ وأرادوا تعيين أمير عليهم يخلف رسول الله ﷺ ليبايعوا وقد اختاروا سعد بن عبادة خليفة من بعده، وصل الخبر الى مسامع عمر بن الخطاب ، فذهبَ على الفور إلى أبي بكر الصديق وهو في منزل الرَّسولﷺ، وبلغه بالخبرالذي ينوي الأنصار فعله ، وانضمَّ إليهما أبو عبيدة بن الجراح فساروا معاً إلى السقيفة. وقال أبو بكر عندما دخل: "ما هذا؟"، فأجابوه "منّا أمير ومنكم أمير"، فقال: "منّا الأمراء ومنكم الوزراء". ثم عرض عليهم أحد مرافقيه ليُصبَح الخليفة فقال أبو بكر : "لقد رضيتُ لكم أحد هذين الرجلين - عُمَر _ وأبي عبيدة أمين هذه الأمة". غير أن أحد الأنصار قال بصوتٍ عال: "أنا جُذَيلها المحنك وعُذَيْقُها المرجَّب، منّا أمير ومنكم أمير"، فتعالت الأصوات واللغط، واختلف الناس فيمن سيكون الخليفة، حتى قام عمر وقال: "أيّكم يطيب نفساً أن يخلُف قَدَمَين قدّمهما النبي ؟"، ثمَّ قال لأبي بكر "ابسط يدك لأبايعك"، فبايعه عمر بن الخطاب، وتبعه الناس فبايعوه؛ لعب عمر بن الخطاب دور المستشار العسكري والسياسي والمساعد الأول لخليفة رسول الله ﷺ فقد كان يعتمد أبو بكر الصديق على عمر في كثير من الأمور وخصوصاً في حروب الردة؛ عندما ارتد كثير من العرب عن الإسلام بعد وفاة النبيﷺ .
وهناك عدة روايات تقول أن الخلافة كانت أحق لعلي بن أبي طالب من أبي بكر الصديق ؛ وعدم مبايعة علي لأبي بكر في البداية وخلافه مع فاطمة *سنناقش هذا الموضوع في مقال( موت هنا وخلافة هناك )* .
مبايعة عمر بن الخطاب خليفة للمسلمين .
استدعى أبو بكر عثمان بن عفان الى منزله ، فقال له: "اكتب: ﷽ ، هذا ما عهِدَ أبو بكر بن أبي قحافة إلى المسلمين، أمّا بعد..." لكن أغميَ عليه (فقد وعيه) في تلك اللحظة قبل أن يكمل كلامه، فكتب عثمان: "أمَّا بعد فإني قد استخلفتُ عليكم عمر بن الخطّاب ولم آلكم خيراً". وعندما استيقظ أبو بكر من إغماءته قال لعثمان: "اقرأ عليّ"، فقرأ عثمان، وعندما انتهى كبَّر أبو بكر وقال: "أراك خِفتَ أن يختلف الناس إن مُتُّ في غشيتي؟"، قال: "نعم"، فقال: "جزاك الله خيراً عن الإسلام وأهله"
سنعرض مبايعة عمر بن الخطاب لخلافة المسلمين بعد أبي بكر الصديق في الجزء الثاني من هذا المقال .... من أجل أن نتحدث بالتفصيل كيف تم اختيار عمر وعن الدولة الإسلامية في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه .